قديماً قيل العلم في الصغر كالنقش على الحجر
يتعلم الإنسان السلوكيات في سن مبكرة ،بحسنها وسيئها ، حتى تصبح عادة وطبع في شخصيته وتصرفاته بحيث يصعب معها تغيير أو تعديل هذا السلوك
واتفق علماء النفس على أنه كلما كان عمر الإنسان أقل كانت الفرصة كبيرة لتعديل السلوك الغير مرغوب فيه لديه
ويزداد هذا الأمر صعوبة كلما تقدم به العمر .
ولكن عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قريش في مكة داعياً إلى عبادة الواحد الأحد وترك ما كانوا يعبدون ويشركون به من دون الله
ودعاهم إلى نبذ كل سلوك ينهى عنه الشرع والدين استجاب له وصدقه نفر منهم بالرغم من أن منهم من كذبه وحاربه و مات على ذلك
ألم يكونوا في سن متقدمة ؟ ألم يتعد بعضهم الثلاثين والأربعين سنة من أعمارهم؟
إن من اتبعه من الصحابة رضوان الله عليهم كان على سلوك الجاهلية أكل الربا وشرب الخمر وفعل الفاحشة فما الذي جعلهم يتخلون عن كل ذلك بسهولة ويمتثلوا قيم الدين الجديد
إنهم عندما جاءتهم الرسالة وهداهم الله لها دخلت إلى شغاف قلوبهم ووقرت فيه فتشربت نفوسهم مبادئها فسهل عليهم التخلي عن مساوئ حياة الجاهلية والالتزام بمبادئ هذا الدين العظيم .
إذا في هذا فائدة
لتعديل أي سلوك غير مرغوب فيه يجب أن يكون هناك بديل أقوى يغرس في نفسه يحبه ويتشربه ليتخلص من كل سلوك غير مرغوب
وفائدة أخرى أن يكون الشخص المعالج مؤمن بمبادئه التي يدعو لها حتى يتقبلها الطرف الآخر